الجمعة، 30 سبتمبر 2016

الوقت ينفذ أمام بنزيمة!


"المصائب لا تأتي فرادا"، هي مقولة تنطبق هذه الايام على اللاعب الفرنسي كريم بنزيمة الذي يمر في ظروف صعبة في مسيرته الاحترافية، وبات أمر مشاركته كلاعب أساسي في صفوف الميرينغي مثار شك، بل ومحط انتقاد من قبل العديد من جماهير الفريق، في ظل تراجع ادائه المستمر من مباراة الى أخرى، على الرغم من الثقة التي يمنحها له مواطنه الفرنسي زين الدين زيدان حتى الان.
ولم تكن الظروف الصعبة التي يعيشها الفرنسي هي التهديد الوحيد لبنزيمة، بل أن تصريحات المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديديه ديشامب اصابت اللاعب في مقتل بعد أن أوصد أبواب منتخب بلاده امامه، مؤكداً على استمرارية استبعاده دون النظر الى نتائج القضية المنظورة في المحاكم والتي كانت السبب الرئيسي في استبعاد بنزيمة للمرة الأولى من منتخب الديوك.



وعلى الرغم من الثقة المطلقة التي منحها زيدان لمهاجمه منذ عودته من الاصابة، الا ان بنزيمة لم يتمكن حتى اللحظة من استعادة مستواه المعهود، ولم يكن عدد الأهداف التي سجلها بنزيمة هي الأمر الوحيد الذي اثار مخاوف مدربه، بل أن المستوى العام للاعب وثقته بنفسه وحتى مردوده البدني هو الهاجس الأكبر لزيدان، والذي قد يدفعه لاستبعاد اللاعب عن التشكيلة الأساسية اذا ما استمر أداء الفريق بشكل عام دون الطموح.
كريم بنزيمة المهاجم الفرنسي والذي لم يتجاوز الـ28 من عمره مطالب الآن وأكثر من اي وقت مضى لاظهار معدنه واثبات بأنه لاعب من طينة الكبار، فهو الذي سجل هدفاً في كل 92 دقيقة شارك بها في الموسم الماضي، تراجع في الموسم الحالي ليحقق هدفاً في كل 153 دقيقة لعب حتى اللحظة، وهو تراجع كبير بالنسبة للاعب هداف ومهاجم.



نقول بأن الوقت بالفعل بدأ ينفذ امام بنزيمة فالمساندة والدعم الذي يحظى به من قبل مدربه قد يتوقف في أي لحظة، فالمدرب يسعى أولاً واخيراً الى المحافظة على مركزه كمدرب للفريق الملكي وفي اللحظة التي سيشعر بها بأن هذا المركز بات على المحك فانه لن يتردد في التضحية بأي لاعب مهما كانت نجوميته او تاريخه في حال لم يخدمه او يقدم المستوى المطلوب منه.



مواصلة اقصاء كريم بنزيمة عن صفوف المنتخب الفرنسي لم يكن مستغرباً من قبل المتابعين، فالجميع كان يتوقع هذا القرار، ولا ننسى حرب التصريحات التي اعقبت الاستبعاد الأول للفرنسي من يورو 2016، والحديث عن خضوع المدرب الفرنسي للنداءات العنصرية من قبل بعض المتنفذين لابعاد بنزيمة ، وما قابله ايضاً من تصريحات للاعب ومسانديه والتي ساهمت الى حد كبير في اثارة الموضوع أكثر، بل انه وصل الى مناحي سياسية وتعليقات فاحت منها روائح كراهية واقصاء للآخر، وهو شرخ كبير، لا نعتقد بأن بعض الشهور كانت كافية لتناسيه من قبل كافة الاطراف.
في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الفرنسي ما بين تزايد حدة الانتقادات من قبل جماهير الميرينغي على ادائه مع الفريق في الاونة الاخيرة، وتجدد صدمة ابعاده عن تشكيلة منتخب بلاده، ومع بارقة الأمل الوحيدة التي نالها بنزيمة من خلال استمرار دعم مدربه الفرنسي زيدان، والتي لا بد له ان يستثمرها بالطريقة الأمثل لاستعادة مستواه وتأكيد قدرته وقوته على العودة الى سابق عهده وشراكته مع الشباك التي لم تنقطع.



قد يأتي البعض بالحديث عن ردة الفعل العكسية التي قد نشاهدها من بنزيمة لتأكيد انه ما زال قوياً وقادراً على تقديم المزيد مع ناديه، وقد يتحدث البعض عن ان قرار استبعاده قد يساهم الى حد كبير في زيادة تركيزه مع ناديه على أمل استعادة مستواه، في حين قد يذهب البعض الآخر للتأكيد على النواحي السلبية التي قد تأتي نتيجة هذا الاستبعاد والتي ستكون نفسية بالمقام الأول وستساهم الى حد بعيد في تراجع مستواه أكثر.
هي سيناريوهات مطروحة، ولكن سيكون العبء الأكبر على بنزيمة لاظهار كيفية تعاطيه مع هذه الظروف في الفترة المقبلة، ولكن لا بد من الأخذ بعين الإعتبار بأنه لا يملك الكثير من الوقت الآن، فالوقت بدأ ينفذ وقد يجد نفسه بين ليلة وضحاها قد فقد آخر أماله في العودة الى الواجهة اذا ما فقد مركزه الاساسي في الفريق!  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق