لايبزيج
على خطى ليستر سيتي، يسير نادي ريد بول لايبزيج، هذا الموسم، في الدوري الألماني، فمثلما تألق ليستر الموسم الماضي، في "البريميرليج"، وقهر العمالقة ليتربع على عرش الكرة الإنجليزية، يتألق الوافد الجديد على البونديسليجا، لايبزيغ، ويواصل تصدره للترتيب متقدمًا على أندية عريقة، مثل بايرن ميونيخ، وبوروسيا دورتموند، وشالكه.

وأضاف أمس الجمعة، في افتتاح الأسبوع الـ 12 من الدوري الألماني، لايبزيج فوزًا جديدًا لرصيده، معززًا صدارته للبوندسليجا وبامتياز، حيث خلا رصيده من الهزيمة حتى الآن بعد تحقيقه 8 انتصارات و3 تعادلات، وهو رقم قياسي لم يسجله أي فريق، في موسمه الأول بالبوندسليجا.

وقال رالف هازنهوتل، مدرب الفريق: "في كل مرة نحقق فيها الفوز تنفتح شهيتنا أكثر على تحقيق المزيد".

والتقط هذه الإشارة، أولي هونيس، الذي أعيد انتخابه رئيسا لبايرن ميونيخ، وقال: "إلى جانب دورتموند، لدينا عدو ثانٍ علينا مهاجمته"، قبل أن يعود هونيس ويبدل كلمة "عدو" بمنافس ويؤكد على المعنى الرياضي للكلمة وليس الشخصي.

وبغض النظر عن الكلمات، فإن المعنى واضح، وهو أن بايرن ميونيخ، سيكون هذا الموسم، أمام خصم جديد لم يكن يعتقد في البداية أنه سيكون حجر عثرة أمامه في مغامرة البحث عن لقبه الخامس على التوالي.

لوتر ماتيوس يرشح لايبزيج لدوري أبطال أوروبا



وبخلاف البعض الذي لا يتوقع أن يحافظ لايبزيج، على إيقاعه الحالي مع استمرار المباريات؛ بسبب قلة خبرته في البوندسليجا، يرشح الدولي الألماني السابق وعميد اللاعبين الألمان، لوتر ماتيوس، لايبزيج للمنافسة على اللقب، والتأهل لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم.

وكتب ماتيوس، في عموده الأسبوعي: "ريد بول فريق يضم عناصر شابة، ولا ينافس على أكثر من بطولة، كما أنه لا يضم الكثير من اللاعبين الذين يضطرون لترك أنديتهم للمشاركة مع منتخبات بلادهم. لذلك، أرشح الفريق للمحافظة على مستواه الحالي حتى نهاية الموسم والمنافسة على اللقب".

وليس هذا فحسب، ما يبرر النتائج الرائعة التي يحققها لايبزيج هذا الموسم، في نظر ماتيوس، وإنما أيضًا طريقة لعب الفريق التي تعتمد على الضغط على الخصم، وسرعة تطبيق المرتدات الهجومية، وهو أسلوب شبهه ماتيوس بكرة "العصابات".

وأضاف: "ريد بول لايبزيج يلعب بأسلوب الهجوم المباغت، الذي يمكن وصفه بكرة قدم عصابات".

وأثبتت كتيبة رالف هازنهوتل، أنه بالإمكان تحقيق نتائج جيدة دون الحاجة لاتباع أسلوب الاستحواذ على الكرة.

فبدل المبالغة في التمريرات يفضل لايبزيج، الضغط على الخصم، وشن مرتدات سريعة ومركزة. وهو ما أكده ماتيوس: "الاستحواذ على الكرة ليس مهمًا بالنسبة للفريق بخلاف مثلاً بايرن ميونيخ في عهد بيب جوارديولا".

دعم المواهب الشابة



ولايمكن فصل ما يحققه لايبزيج هذا الموسم عن العمل الكبير الذي يقوم به مديره الرياضي رالف رانجنيك.

المدرب السابق لفريق هوفنهايم، معروف بحنكته وقدرته على استقطاب المواهب الشابة، وبناء فريق قوي دون الحاجة إلى جلب لاعبين كبار بمبالغ خيالية.

ولعل ما قدمه رانجنيك عندما كان مدربًا لفريق هوفنهايم، خير دليل على ذلك، حيث استطاع أن يصنع لهوفنهايم وهو فريق ينتمي لبلدة صغيرة، اسما بين أندية البوندسليجا بعد أن قاده للفوز بلقب الخريف في نفس الموسم الذي صعد فيه للدرجة الأولى في الدوري الألماني.

وأكد رانجنيك على سياسته في دعم المواهب الشابة بقوله: "لن يتم تحت إدارتي دفع مبالغ مالية كبيرة لجلب لاعب يبلغ من العمر 30 عامًا مثلما تفعل بعض الأندية".

ويضيف المدير الرياضي لفريق لايبزيج: "أرغب في فريق متعطش للعب. وأرغب في أن يتطور اللاعبون معنا وأن يرتقي مستواهم للأفضل".

ويبدو أن إستراتيجية رانجنيك تعطي أكلها حاليًا في فريق لايبزيج، فالبرغم من عدم توفر الفريق على نجوم كبيرة أمثال ريبيري، وروبن، أو أوباميانيج، وبالرغم من أن الحد الأقصى للراتب السنوي للاعبين لا يتعدى ثلاثة ملايين يورو، إلا أن النتائج إلى حد الآن تظهر أن لايبزيج هو الأفضل بين أندية البوندسليجا هذا الموسم.